يخلعون ثوب التوبة ويدفنون "الحشمة" في الشواطئ
استطلاع: إيمان عيلان
عرفت شواطئ الناظور أيام عيد الفطر المبارك، إقبالا كبيرا للعائلات، ويبدو أن بعضها اختار وجهة البحر عوضا عن معايدة الأهل والأقارب أو زيارة المقابر، وإلا كيف نفسر أن هذه العائلات توجهت مباشرة إلى البحر بمجرد أن فرغ الإمام من صلاة العيد.
هروب من المكيّفات ونزوح من الملاهي وحدائق التسلية نحو البحر

الشواطئ تتزين بـ"الدوبياس" أيام العيد
كان البحر هادئا، فاختار شبان أعمارهم تتراوح بين 20و35 سنة السباحة في الأماكن الأكثر عمقا بالقرب من الهضبات العالية، كانوا يرتدون شرت قصير بمختلف الألوان وأنواع الأقمشة، في حين اختارت فتيات في العقد الثاني ارتداء لباس البحر المعروف باسم "المايو دو بياس" للسباحة والتمتع بنسمات البحر الباردة، بعد أن كن يرتدين ألبسة محتشمة طيلة شهر كامل من الصيام والقيام، وأخريات كن مستلقيات فوق الرمال الصفراء بعد أن افترشنها ووضعن "البرونزاج" على كامل اجسامهن وبعض الكريمات لحماية البشرة، وأما الأسر الصغيرة فاختارت تناول وجبة الفطور على شاطئ البحر.
اختارت الأسر الارتماء بين أحضان البحر وافتراش الرمال الذهبية، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، بدل التوجه إلى الملاهي وحدائق التسلية، بعد أن وجدوا في نسمات البحر الباردة ملاذا لهم، يخفف عنهم معاناة الحر والعطش.. تحدثنا إلى بعض العائلات التي كانت بالقرب من الشاطئ وعن انطباعاتهم وتفضيل اختيارهم أيام العيد مباشرة للولوج إلى البحر، أكدت سيدة في العقد الثالث من عمرها كانت برفقة أولادها، أنها اختارت البحر لاستكمال عطلتها الصفية، لاسيما وأن العطلة كانت قصيرة مقارنة بالسنوات الماضية.
.. وتضيف بعبارة "أولادي مشبعوش بحر وتحواس جينا نكملوا قبل الدخول المدرسي"، مؤكدة أن درجة الحرارة المرتفعة جعلتهم مجبرين على تمضية الوقت والعطلة بين أمواج ونسمات البحر الباردة، بعيدا عن المكيّفات الهوائية، أما السيد"محمد" البالغ من العمر 40 سنة والذي كان برفقة ولديه فكان شواطئ البحر وجهته المفضلة لتمضية أوقات ممتعة، بعيدا عن روتين الملاهي وحدائق الألعاب والتسلية، فحسبه الشاطئ أفضل مكان ليستمتع فيه ويحس بعطلته، مؤكدا أنه في رحلة تنقل بين شواطئ، فمنذ يومين كان بشاطئ زرالدة واليوم اختار أركمان.
"الشكشوكة" والمطلوع وحلويات العيد على طاولات المصطافين
كنت اعتقد أنني في مطعم للمأكولات الشرقية والغربية بسبب التنوع الذي كان يطبع موائد العائلات المتوافدة على شواطئ الناظور، حاولت سرقة النظر ففوجئت بما حملت كل مائدة من "تشكتشوكة"، السلطة، الحلويات الشعبية، المطلوع، البيتزا، دجاج محمر، وكأنها مائدة إفطار صائم.. والسبب في جلب كل هذه المأكولات كان المحلات المغلقة، حتى أن المياه المعدنية وإلى غاية ساعة متأخرة من يوم أمس، كانت غائبة عن المحلات"... أرواح تأكل يقول شاب في العشرينيات لمرافقه يرد عليه "خليلي حقي راني جيعان رمضان ما خلى فيا والو.. تشبيكة وحدة ونجي خو"..
ليست هناك تعليقات