ماشي سوقنا ولكن..







لم يتركوا مغنيا جزائريا ولا ممثلا هنديا، ولا الأتراك ولا الأمريكان.. ولو وجدوا كائنا فضائيا لجلبوه ليخبرنا وهو يغني ويرقص أنه ترك بيته في المريخ وقدم ليقتني شقة في مشاريع السكن الاقتصادي بالمغرب!
يقولون إن الممثل الهندي تقاضى عن إشهاره الراقص أكثر من 700 مليون سنتيم، ويقولون 500، ويقولون 300 رجما بالغيب، قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل، فلو علمناه لكرهناه، ولمقتنا من جلبه ومن أدى له المبلغ ومن صور له الإعلان ومن بثه على قناته، تلك المبالغ من الأشياء التي إن تبدوا لنا تسؤنا، وإن تخفى علينا تخفف عنا روع الصدمات.. رغم أن دافع المبلغ دفعه من ماله الخاص على مشروع خاص يقنع الناس ليقتنوا من عنده الشقق ولا يرغمهم.. ماشي سوقنا ولكن، في المغرب فقر مدقع نراه فنقول لو، تشارك هذه الرأسمالية ببعض الأرباح، تنقصه من ذاك المبلغ المهول، لكان البلد حاله أفضل بقليل من شكله الحالي.
كل تلك البرامج، وكل تلك المسلسلات الرمضانية الباهتة الرديئة جدا جدا، التي لا تضحك، ولا تبكي، ولا تفرح، ولا تدغدغ أي نوع من الإحساس، بل حين يشاهدها المشاهد فجأة يتحرك عقله ويفكر، رغم أنها وجدت كإبداع يقتضي تحريك المشاعر، يفكر في الكم الهائل من الغباء والتفاهة والسخافة التي وجدت في بعض الرؤوس مثل رؤوس هؤلاء، كي يبثوا لنا ذاك العجب ساعة الإفطار، بل ليل نهار، ولا تجد استنتاجا غير الحسبنة والاسترجاع، فإنا لله وإنا إليه راجعون..
وكل تلك القفشات بالكاميرات المكشوفة، والمغشوشة، وكل ذلك الهزل والسخف والفظاعة، وكل تلك الإعلانات، وكل هؤلاء المغنيين والممثلين، والأموال التي تصرف، على طائراتهم وفنادقهم ومأكلهم ومشربهم وتنقلاتهم ولباسهم ثم المبالغ المؤداة عن ظهورهم مع الديكور والتصوير والإخراج.. لو، فقط، تُدفع فيما ينفع.. رغم أنها ليست كلها من مال الوزارة.. ماشي سوقنا ولكنها خسارة.. مع الكم الهائل من الجهل وقلة الوعي والإيمان لو يصرف على العلم والمعرفة لكان الأمل في المستقبل أجمل!
برلمان رمضان يطالب الدولة بسياسة التدخل في أرباح الرأسماليين بالتشديد على الضرائب ورفع النسبة كلما زادت الأرباح، نسب تساعد في فك العزلة عن الفقر والجهل المحيط الطوفان الذي سيغرق البلد.. ولون أن برلمان رمضان يطلب وهو متأكد أن ضعف الطالب والمطلوب!




ليست هناك تعليقات